يعد المنهج المدرسي نواه النظام التعليمي، بل هو الأداة التي يستخدمها النظام التربوي لتحقيق الأهداف التربوية، وما دامت هذه الأهداف تشتق من أهداف المجتمع فند أن المنهج المدرسي مرآة تعكس ظروف المجتمع، وتترجم عن المجتمع نظمه الاجتماعية واتجاهاته السياسية وظروفه الاقتصادية التي سيستظل بها النشء في مقتبل حياتهم.
ويعتبر المنهج جزء من المنظومة التعليمية والتربوية، فالنظام مركب من مجموعة عناصر مرتبطة بشكل وظيفي متكامل يعتمد كل عنصر على الآخر، وإذا اختل أياً منها اختل النظام بأكمله، لذا يزداد الاهتمام بالمنهج المدرسي ومكوناته في المجال التربوي يوما بعد يوم، ويتزامن هذا الاهتمام المتزايد مع عصر الانفجار المعرفي وثورة الاتصالات الذي حول العالم إلى قرية صغيرة تعج بقدر ضخم من المعلومات.
يعد المنهج المدرسي نواه النظام التعليمي، بل هو الأداة التي يستخدمها النظام التربوي لتحقيق الأهداف التربوية، وما دامت هذه الأهداف تشتق من أهداف المجتمع فند أن المنهج المدرسي مرآة تعكس ظروف المجتمع، وتترجم عن المجتمع نظمه الاجتماعية واتجاهاته السياسية وظروفه الاقتصادية التي سيستظل بها النشء في مقتبل حياتهم.وتعد عملية تطوير المنهج عملية مهمة لا تقل أهميتها عن عملية بناءه، وقد ساهم التطور الحديث في مختلف الأصعدة إلى تطور النظرة إلى مختلف العلوم ومنها المناهج، فلم يعد المنهج مقصورا على ما تقدمه المدرسة من مقررات دراسية وإنما أصبح المنهج يشمل كل ما يقدم للطالب من خبرات تربوية مخطط لها بهدف النمو الشامل لهم.
وهذه النظرة جاءت بسبب التطور الكبير والانفجار المعرفي والذي ترتب عليه زيادة المسؤوليات والواجبات، وبالتالي فما يقدم للتلاميذ يجب أن يكون مخططا له بعناية حتى يستوعب هذه التغيرات المتتالية، وهذا يعني أن مسؤولية ما يقدم للتلاميذ لا يقتصر على وظيفة المدرسة والعاملين بها وإنما يشترك فيه العديد من المؤسسات في المجتمع بهدف بناء جيل صالح.
المنهج بمفهومه التقليدي القديم:
يمثل مجموع الحقائق والمعلومات والمفاهيم والأفكار التي يدرسها التلاميذ في صورة مواد دراسية اصطلح على تسميتها بالمقررات الدراسية.
وعرف المنهج بأنه: مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ بهدف إعدادهم للحياة، وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها.
(الوكيل، المفتي، 1989، ص6)
ومن حيث الموازنة العلمية والمقارنة بين السلبيات والإيجابيات لهذا المفهوم يمكن أن نستنتج ما يلي:
الإيجابيات في المنهج بمفهومه القديم:
اختصار الوقت والجهد.
تسهيل مهمة المعلم.
لا يحتاج إلى إمكانات كبيرة.
إمكانية تطبيقه في ظل أي ظروف.
- لكن ظهرت الكثير من الانتقادات الموجهة للمنهج بالمفهوم القديم مثل:
المنهج بالمفهوم التقليدي يركز على المعلومات والحقائق والمفاهيم وقد أدى هذا التركيز إلى إهمال معظم جوانب العملية التربوية لذلك فقد وجهت له الانتقادات التالية:
إهمال النمو الشامل للتلميذ
إهمال حاجات وميول ومشكلات التلاميذ
إهمال حاجات وميول ومشكلات التلاميذ
عدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ:
إهمال تكوين العادات والاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ
تعويد التلاميذ على السلبية وعدم الاعتماد على النفس
تضخم المقررات الدراسية:
عدم ترابط المواد
إهمال الجانب العملي
إهمال الأنشطة بكافة أنواعها
عدم الاتصال بالبيئة والتفاعل معها والمساهمة في حل مشكلاتها والعمل على خدمتها
عدم اتاحة الفرصة للمعلم للقيام بالدور الذي يجب أن يقوم به إذ يتطلب منه أن يقوم بنقل المعلومات من الكتاب إلى ذهن التلميذ فقط
(البوحنية، 1430، ص5-6)
الاتجاهات الحديثة في تعريف المنهج:
ظهرت عدة تعريفات للمنهج بالمفهوم الحديث منها:
"المنهج تنظيم وتخطيط لأنشطة المتعلمين بطريقة منظمة ومقصودة سواء كانت هذه الأنشطة داخل المدرسة أم خارجها وسواء كانت مرتبطة بجوانب تعليمية أم تدريبية".
(كوجك، 2006، ص11)
وعرف أيضا بأنه: “كل ما يتم تنفيذه من خطط تربوية في المجالات المعرفية والوجدانية والمهارية تحت إشراف المدرسة سواء داخلها أو خارجها بهدف تنمية التلاميذ تنمية شاملة: دينيا وعقليا وجسميا ونفسيا واجتماعيا" (البكر، المهوس،2002، ص26)
نجد أن المفهوم الحديث للمنهج يركز على غرس جميع الخبرات التربوية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والفنية والعلمية التي تتضمنها الكتب المدرسية والنشاطات والفعاليات الصفية واللاصفية التي يتم تعليمها للدارسين داخل المدرسة وخارجها بشكل مبرمج وإكسابه المهارات وأنماط من السلوك الجيد وتعديل أنماط أخرى غير مرغوب فيها وتطوير شخصيات الدارسين من جميع جوانب النمو المختلفة، وذلك بغرض مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل, أي النمو في كافة الجوانب العقلية والثقافية والدينية والاجتماعية والجسمية والنفسية والفنية نمواً يؤدي إلى تعديل سلوكهم ويكفل تفاعلهم بنجاح مع بيئتهم ومجتمعهم وابتكارهم حلول لما يواجههم من مشكلات.
(البوحنية، 1430، ص9)
فالمنهاج بمفهومه الحديث وفقاً للتعريف السابق يعني ما يلي:
1. إن المنهاج يتضمن خبرات مربية وهي خبرات مفيدة تصمم تحت إشراف المدرسة لإكساب التلاميذ مجموعة من المعلومات والمهارات والاتجاهات المرغوبة.
2. إن هذه الخبرات تتنوع بتنوع الجوانب التي ترغب المدرسة في إحداث النمو فيها ولا تركز على جانب واحد فقط من جوانب النمو كما هو الحال في المنهج القديم.
3. إن التعليم هنا يحدث من خلال مرور المتعلم بالخبرات المختلفة ومعايشته ومشاركته في مواقف تعليمية متنوعة، أي أن التعليم هنا هو تعلم خبري.
4. أن بيئة التعلم لا تقتصر على حجرة الدراسة أو ما يدور داخل جدران المدرسة، في المعامل أو الملاعب أو الفناء، بل تمتد بيئة التعلم إلى خارج المدرسة فتشمل المصنع، والحقل والمعسكرات، وغيرها وهذا يتضمن تعرض التلاميذ للخبرات المتنوعة بنوعيها المباشرة وغير المباشرة.
5. إن الهدف الذي يسعى إليه المنهج عن طريق هذه الخبرات هو النمو الشامل المتكامل للمتعلم والذي يؤدي إلى تعديل سلوكه أي إلى تعلمه، وحصيلة هذا التعلم تساعد على تفاعل المتعلم بنجاح مع البيئة والمجتمع.
6. إن تفاعل المتعلم بنجاح مع البيئة والمجتمع يعني انه يتأثر بما يحدث فيها ويؤثر فيها أيضاً والمقصود بتأثير الفرد في البيئة والمجتمع هو إعمال المتعلم لعقله في مواجهة التحديات والمشكلات التي توجد في بيئة ومجتمعه ومحاولة التغلب عليها وحلها لذا أصبح تنمية قدرة المتعلم على حل المشكلات هدفاً هاما من أهداف المنهج.
7. في عالم سريع التغير كعالمنا الذي نعيش فيه لا يكفي حل واحد للمشكلة المطروحة، بل هناك ضرورة لابتكار بدائل لهذا الحل لاختيار المناسب فيها وفق الظروف المتغيرة والأفكار المتاحة. لذا أصبح تنمية ابتكار المتعلم هدفا هاما من أهداف المنهج ينبغي إعطاء الأولوية له من بين الأهداف الأخرى التي يسعى إليها المنهج.
(البوحنية، 1430، ص10)
المبادئ المتضمنة في المفهوم الحديث للمنهج:
أنه ليس مجرد مقررات، بل جميع النشاطات والخبرات.
يقوم على توفير الظروف الملائمة للتعلم وليس التلقين.
يتناسب مع قدرات المتعلمين واستعداداتهم ويراعي الفروق الفردية في الميول والاتجاهات والقدرات والحاجات والمشكلات ويساعدهم على النمو الشامل.
يمكن المتعلم من الاستفادة من المواقف الحياتية في التعلم.
مرونة المنهج وتكيفه مع الحاضر والمستقبل وتمكين المعلم من اختيار أفضل أساليب التعلم.
مميزات المنهج بمفهومه الحديث
يراعي واقع المجتمع وطبيعة المتعلم وخصائص نموه.
يساعد التلاميذ على التكيف مع المجتمع.
يعد بطريقة تعاونية.
التنويع في اختيار طرق التدريس ومراعاة الفروق الفردية.
استخدام الوسائل المتنوعة وجعل التعليم أكثر ثباتاً.
دور المعلم فيه تنظيم التعلم وتوفير الشروط اللازمة لنجاحه، وليس التلقين
(هندي، هشام، 1419هـ، ص18)
تصنف بعض أدبيات المناهج توجهات تعريف المناهج إلى:
أ-التوجهات التقليدية وهي:
- المنهج كمجموعة من المواد الدراسية.
- المنهج هو المقرر الدراسي (المادة الدراسية).
- المنهج هو محتوى المقرر الدراسي.
التوجه الأول كمجموعة من المواد الدراسية:
وفحوى هذا التوجه أن المنهج هو مجموع ما يدرسه الطلاب من مقررات دراسية (دين لغة، رياضيات، علوم... إلخ) في صف دراسي معين أو مرحلة تعليمية معينة (ابتدائي متوسط "إعدادي"، ثانوي) أو في جميع مراحل التعليم... ومن ثم فإن مصطلح المنهج يرادف برنامج الدراسة.
التوجه الثاني: المنهج هو المقرر (المساق) الدراسي:
ومضمون هذا التوجه أن مصطلح المنهج يرادف مصطلح المقرر (المادة الدراسية) فبدلاً من قولنا "منهج اللغة الإنجليزية" نقول "مقرر اللغة الإنجليزية".
التوجه الثالث المنهج هو محتوى المقرر الدراسي:
ويعني هذا التوجه - بالنسبة لبعض المعلمين والطلاب وغيرهم - أن المنهج هو ما يحتويه المقرر الدراسي من الموضوعات (الوحدات الرئيسية التي يدرسها الطلاب، يقال مثلا: إن منهج الجغرافيا في الصف الأول الإعدادي (المتوسط) هو ما يشمله من الموضوعات التالية: شكل الأرض وأبعادها خطوط الطول ودوائر العرض، حركات الأرض، إلخ. غير أنه قد يعني لبعض المريسين أن المنهج هو ما يحتويه المقرر من معرفة، ومهارات، واتجاهات وقيم، ومن ثم فإن مفهوم المنهج بهذا المعنى يرادف مفهوم المحتوى
فظهرت العديد من التوجهات الحديثة في تعريف المنهج ومن أبرزها:
-المنهج كخبرات تعليمية.
- المنهج كنتاجات التعلم المرغوب تحقيقها.
- المنهج كنظام.
- التوجه الانتقائي.
المنهج كخيرات تعليمية موجهة:
ويتمركز هذا التوجه حول فكرة النظر للمنهج على أنه الخبرات التي يكتسبها المتعلم تحت توجيه وساد هذا التوجه منذ الثلاثينيات من القرن الماضي حتى الخمسينيات منه.. إلا أنه لا يزال قائماً حتى الآن في تحديد معنى المنهج في عدد من أدبيات المنهج، وحتى أن بعض هذه الأدبيات لا يزال ينعته بـ: المفهوم الحديث أو النظرة الحديثة للمنهج وينعت التوجهات الثلاث السابقة بالتوجهات التقليدية للمنهج.
المنهج كنتاجات التعلم المرغوب تحقيقها:
وينظر هذا التوجه للمنهج على أنه مجموعة الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من خلال مادة دراسية معينة. بمعنى، أن المنهج هو مجموعة الأهداف / الغايات لتدريس مادة دراسية معينة، فمثلاً منهج مادة العلوم هو عبارة عن أهداف تدريس هذه المادة، ومنها: إكساب الطلاب المعرفة العلمية، إنماء الأسلوب العلمي في التفكير لديهم، تنمية مهاراتهم العلمية، تنمية الاتجاهات العلمية لديهم.... إلخ. المنهج خطة عمل مكتوبة:
وفحوى هذا التوجه أن المنهج هو خطة مكتوبة لتعليم وتعلم منهج مادة دراسية معنية وتسمى هذه الخطة عادة: وثيقة المنهج وهي التي يضعها المختصون في بناء المنهج وتشمل على وصف لأهداف تدريس المادة، وموضوعات الدراسة، وتعريف بطرق التعليم والتعلم، والوسائل التعليمية والأنشطة وأساليب التقويم ومصادر التعلم ونحو ذلك من مكونات الوثيقة.
المنهج كنظام / منظومة:
وفيه ينظر للمنهج على أنه نظام / منظومة تنضوي على عدد من العناصر والمكونات المتفاعلة فيما بينها، الأهداف، المحتوى طرق التعليم والتعلم، الأنشطة، مصادر التعلم، التقويم.
التوجه الانتقائي:
وفيه يدمج القائمون على تعريف المنهج بين أكثر من اتجاه عند تحديد دلالته كأن يجمعوا بين التوجه القائل بأن المنهج خطة عمل وبين التوجه القائل إن المنهج منظومة مكونة من أهداف، ومحتوى ... إلخ
(زيتون، 2010، ص32-35)
مقارنة بين المنهج القديم والمنهج الحديث
المجال
المنهج القديم
المنهج الحديث
طبيعة المنهج
يركز على كم المعلومات
يهتم بالنمو العقلي للطالب فقط
المقرر الدراسي مرادف للمنهج
ثابت لا يقبل التعديل أو تطوير
المقرر الدراسي جزء من المنهج
يركز على الكيف أكثر من الكم
مرن يقبل التعديل
يهتم بتطوير جميع جوانب التلميذ
طبيعة
المادة الدراسية
مصدر التعلم الكتاب فقط
المادة غاية في ذاتها
المواد الدراسية منفصلة
لا تقبل أي تعديل
مصادر المادة متعددة
وسيلة تساعد الطلاب على النمو
يبنى المقرر على احتياجات الطلاب
المواد مترابطة وتقبل التعديل
طريقة التدريس
اهمال الأنشطة التعليمية
اهمال الوسائل التعليمية
تركز على الحفظ والاستظهار
تركز على الأنشطة التعليمية للطلاب
تفعيل الوسائل التعليمية
توفر ظروف ملائمة للطاب
التلميذ
يحكم على نجاح الطالب من الامتحانات فقط
ليس له دور في عملية التعليم
متلقي للمعلومات فقط
له دور إيجابي في عملية التعليم
مشارك في جوانب العملية التعليمة
يحكم على نجاح الطالب من ابداعه في أي مجال
المعلم
لا يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ
يشجع الطلاب على التنافس في الحفظ
دوره ثابت لا يوجد له أدوار اضافيه
علاقة تسلطية مع الطلاب
موصل للمعلومات لذهن الطالب فقط
يراعي الفروق الفردية بين الطلاب
يشجع على تعاون الطلاب والعمل الجماعي
دورة متغير ومتجدد في الأنشطة
علاقة احترام بينة وبين الطلاب
معلم ومربي ومرشد للطلاب
العوامل والأسس المؤثرة في عمليات تطوير وبناء المناهج الحديثة:
تقسم العوامل المؤثرة في المنهج على نوعين:
العوامل الخارجية:
تلك العوامل التي تقع خارج عناصر المنهج، ولكنها تؤثر فيها وتقتضي أن يحسب لها حسابها في هي عملية بناء المنهج ومنها:
الفلسفة التربوية التي يستند إليها المنهج من المعروف أن المنهج لا بد له أن يستند إلى فلسفة تربوية معينة وبما أن الفلسفات التربوية تختلف في نظرتها إلى الطبيعة الإنسانية فيترتب على ذلك اختلاف أفكار المربين التي تأسست على تلك الفلسفات فالمربي الذي يؤسس أفكاره على الفلسفة المثالية مثلاً يهتم بالجانب العقلي والأخلاقي في المنهج، ويتجاهل تربية الجسم وحاجات المتعلمين النفسية؛ لأن المثالية تنظر إلى الإنسان على أنه يتكون من عنصرين منفصلين عن بعضهما هما العقل والجسم، وبما أن العقل هو وسيلة الإنسان لإدراك ما في عالم المثل فينبغي الاهتمام بالعقل والتربية العقلية بوصفه هو السائد
سمات العصر وظواهره من العوامل التي يمتد أثرها إلى المنهج سمات العصر وظواهره إذ لا بد للمنهج.
يستجيب لكل ما هو جديد ولا بد له أن يتعامل مع الظواهر الجديدة التي تدخل في تشكيل الحياة فعلى سبيل المثال أن المنهج يتأثر بالثورة التكنولوجية والتطور المعرفي، وظاهرة العولمة، وتكنولوجيا المعلومات والاتجاه الديمقراطي، وغير ذلك مما يشهده العصر الذي يعيش المتعلم فيه لأن وظيفة المنهج إعداد الفرد للحياة وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يكون خارج دائرة التأثر بظواهر الحياة ومستحدثاتها.
متطلبات المجتمع: إن المنهج الحديث ينظر إلى المدرسة على أنها في خدمة المجتمع، ولما كان المجتمع هو الذي ينشئ المدرسة، وينفق عليها، ويجعل منها وسيلة لبناء أجياله القادمة التي يريدها فإنه يريد منها أن تسير في ركابه وتكون عوناً له في تحقيق ما يريد ولما كان المنهج وسيلته في ذلك فلابد له أن يتأثر بمتطلبات المجتمع ويكون ذا صلة وثيقة بالمجتمع ومتطلباته، وتشريعاته.
مصادر البيئة الطبيعية، إن المنهج الحديث يشدد على الاستفادة من المصادر الطبيعية في البيئة الأغراض التعلم والتعليم لذلك لابد أن يتأثر المنهج بهذه المصادر التي تتوافر في البيئة التي يعيش فيها الطالب.
- العوامل الداخلية:
العوامل الداخلية التي يمكن أن تؤثر في المنهج هي تلك العوامل التي تتعلق بعناصر المنهج ومدخلاته وهي:
أهداف المنهج وما يتصل بها من حيث
تنوعها
شمولها
المجالات المعرفية والوجدانية والحركية صلتها بخصائص المتعلمين وقدراتهم واحتياجاتهم.
صلتها بحاجات المجتمع ومتطلباته.
مواكبتها التطور والتقدم الحاصل على مستوى المادة وتطبيقاتها.
استنادها إلى الفلسفة التربوية التي يتبناها المجتمع أو الدولة.
المعلم وما يتصل به من حيث إعداده لمهنة التعليم وإحاطته بطرائق التدريس وبناؤه الأكاديمي والثقافي وعلاقته مع الطلبة وإدارة المدرسة والعاملين فيها وإيمانه بالفلسفة التربوية التي يقوم المنهج عليها.
المتعلم وما يتصل به من حيث • نضجه واستعداداته وخصائص نموه حاجاته وميوله واهتماماته.
طرائق التدريس وأساليبها من حيث ملاءمتها الموضوعات وأهداف التدريس ومستوى المتعلمين وظروف الموقف التعليمي تنوعها، ومراعاتها الفروق الفردية إثارتها دافعية المتعلمين وربط خيراتهم السابقة بالجديدة
المعارف والخبرات والأنشطة التي يحتوي عليها المنهج من حيث: صلتها بأهداف المنهج شمولها وتكاملها وتنوعها ومراعاتها الفروق الفردية وحسن تنظيمها.
التجهيزات المادية والتسهيلات الإدارية من حيث صلاحيتها وكفايتها واستجابتها لمتطلبات تنفيذ المنهج وتوفيرها بيئة تعليمية مناسبة. (عطية 2013)
ان مقيدات أو معيقات تطوير المنهج هي مجموع العوامل التربوية والبيئية التي تحد من تقدم انتاجية عمليات التطوير المنهجي، مؤثرة في العادة على المنهج بالحذف أو التعديل لأهدافه ومعارفه وخبراته. ومهما يكن فقد تكون أهم هذه المقيدات التي - يوجهها مطور المنهج في الأنواع التالية:
نوع المدارس المتوفرة وتتحكم الخصائص المدرسية بوجه عام في المحتوى المعرف والأنشطة حيث يضطر مطور المنهج في الحالات السلبية لهذه الخصائص إلى حذف أو إضافة بعضها ليصبح ممكناً تطبيق المنهج فيها. فإذا كان المنهج الذي يجري تطبيقه على سبيل المثال خاصاً بمادة العلوم، وكانت المدارس في نفس الوقت لا تمتلك التسهيلات والتجهيزات اللازمة لإجراء التجارب المعملية التي ينص عليها المنهج عندئذ يعمد مطور المنهج إما إلى حذف هذه التجارب نهائياً أو الاستعاضة عنها بأنشطة تربوية أخرى وصفية في الغالب تقوم على مشاهدة وسائل تعليمية كالأفلام، والشرائح، والصور، وغيرها.
المعتقد (العقيدة الدينية): يشير الدين الى أحكام ومعايير بخصوص المعارف والخبرات المنهجية المقبولة وغير المقبولة إلى مطور المنهج لاستثناء بعضها وتجسيد الأخرى.
الإيديولوجية السياسية: تفرض الفلسفة السياسية التي تتخذها الدولة أو السلطة المحلية الحاكمة على المنهج عادة إضافة معارف وأنشطة واستثناء حذف أخرى. وقد يبلغ تأثير الايديولوجية السياسية هذه من القوة والاملاء لدرجة تتسلط معهما بالكامل على الأهداف ومعارف وأنشطة المنهج، دون اعتبار يذكر لحاجات التلاميذ وميولهم مؤدية به بالتالي للمقاومة من قبلهم ولعدم التأثير عليهم.
الوقت ويكون الوقت هنا في نوعين الوقت المتوفر لتطوير المنهج ثم الوقت المخصص لتدريسه، ويظهر تأثير النوع الأول في تسريع عمليات التطوير المنهجي وبالتالي عدم دقتها وكفايتها النوعية في انتاج منهج متكامل بناء. أما النوع الثاني من الوقت فيؤثر على المنهج في حال محدوديته بالحذف أو الإيجاز مؤدياً بالمنهج مرة أخرى لعدم الاستجابة الكاملة لحاجات ورغبات التلاميذ او لعدم فعاليته وكفايته بوجه عام.
الاتجاهات التربوية الجارية: تجبر الاتجاهات التربوية الجارية مطور المنهج بشكل مباشراً أو غير مباشر إلى صناعة المنهج الذي لديه بصيغ شكلية وتربوية ونفسية تتفق مع مجريات العصر وتوكبها، وما اتجاهات التعليم المبرمج والأهداف السلوكية والتربية الإنسانية والتقييم المعياري إلا أمثلة على ذلك.
نوع الاختبارات العامة تجبر الاختبارات العامة في حالة ارتفاع متطلباتها المنهج على احتواء كثير من بالمعارف والخبرات التي ستؤهل دارسيها لتمرير هذه الاختبارات أو النجاح من المعارف والخبرات التي ستؤهل دارسيها لتمرير هذه الاختبارات أو النجاح فيها. كما أن سهولة هذه الاختبارات العامة قد تحفّز بعض مطوري المنهج للتعاون في صناعته شكلاً ومحتوى مؤدياً به للضعف وعدم الفاعلية.
الحالة الاقتصادية تؤدي الحالة الاقتصادية عند تدنيها إلى إنتاج منهج وسطي في معطياته وأهدافه ومحتواه حارماً إياه في نفس الوقت من المواد والوسائل والكتب المساعدة التي تغني في العادة عمليات تعلمه وتعليمه
- نوع وخلفيات التلاميذ: يؤثر نوع التلاميذ أو جنسهم - بنين أو بنات - المعنيين بالمنهج عند حذف معارف وأنشطة وإضافة أخرى، إضافة الى ذكائهم وقدراتهم وأنواع حوافزهم تحتم كلها على المنهج تبنى أنواع وصيغ محددة من المعارف والأنشطة دون أخرى. ولا يكفي من مطور المنهج على أي حال تحديد المقيدات التي قد تعترض عمليات التطوير المنهجي، بل يتوجب منه التعرف على أصولها وأسبابها ثم التشاور مع الجهات المختصة بشأن أفضل الإستراتيجيات الناجحة لحلها والتغلب عليها، حتى يُضْمَنَ للمنهج صناعة بناءة تربوياً ونفسياً (حمدان، 2018)
ونجد حاليا اشتراك كل من البنين والبنات في المنهج في جميع المقررات الدراسية حيث ان المناهج المطورة حديثا تم تطويرها وبنائها بما يلائم كلا الجنسين